الخميس، 24 نوفمبر 2011

وجه جراسا (مهداة إلى د. شفيق النوباني )




وجهك آخر قنديلٍ
أبهج غربة هذا الليلْ
فتبسم أيلولْ
أنت العشب إذا خبّأ بذرته
كي ينبت  يوما
في أطراف السيلْ
ركبُ هدريان المذهول بخضرتها
خطواتك في أُذني لحنٌ
كسباق الخيلْ
تركض ...تركض
تسبقني نحوكْ
فتثير غبار الزمن على وجهي
لكنْ        
تعرفني
إذ تنطقُ باسمكْ
ترسم في الميدان حوافرها
أعمق من شجر الزيتونْ
أخبرني القلبُ بأنك تبقى
حتى لو ضاع نميسْ
ودَّعتُ جراسا خاويةً
إلا من وجهكْ
***
عيناكَ فضاء الذاكرة الحسناءْ
فإذا لمعت أولد أخرى
فاهمسْ في أذن الأحجارِ
تلمّسْ روحكَ في أودية جراسا
في شجر السروِ إذا تمتم قصتنا
أو ألهمنا الذكرى
***
جلعادُ إذا غبتُ فلا تبكيني
ظلَّلني وجهٌ أخضرْ
و عناقيدُ الكرمة صيفي
و خريفي قصبُ السكرْ
أطيارُ الحسونِ بنت عشّا
من شعري الأشقرْ
جلعادُ إذا غبتُ فلا تبكيني
فأنا خبأتك بين سطوري
أوراقي الصفرْ
فاكتحل السطر بخضرتكِ
و عشقتكِ أكثرْ
***
في أرض جراسا
كيف تمر و تنسى !
أعمدة المرمرْ
و الفجر يخبئ دمعتهُ
فوق الغصن الأخضرْ
و رصيف الشارع يخطف
ظلَّ الأشجارْ
بعض الصمت قوافٍ
يكتبها الريح إذا صفَّرْ


  1.  




هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

كم أنا فخور بأن أكون مبعث هذا الشعر الرائع.
شقيقك شفيق

محمد خضير يقول...

جراسا وأنت ... أنشودة جلعاد التي مات ولم يكملها . رائع يا ميسون.